أحداث

“25 عاما في معتقلات تندوف” للنقيب علي نجاب ، قصة مأساوية عن سجون البوليساريو

09-01-2020 تم تقديم كتاب النقيب علي نجاب حول "25 عاما في معتقلات تندوف" ، الذي صدر سنة 2019 عن دار النشر “لا كروازي دي شومان”، يوم الثلاثاء 7 يناير 2020 بالمكتبة الوطنية للمملكة المغربية.

ألوان من المعاناة ، عاشها وعاينها ، علي نجاب على امتداد ربع قرن من الزمان . هذا النقيب الشجاع المنتمي لسلاح الجو المغربي ، والذي تم احتجازه من طرف مرتزقة البوليساريو، كان محكوما عليه بتحمل فظائع السجن، ووحشية سجانيه بإيعاز من النظام الجزائري.

وبعد مرور ما يقرب من 16 عاما على إطلاق سراحه ، قرر النقيب نجيب أن يتقاسم مع الجمهور المغربي والعالمي معاناته ، والتشتت الاسري الذي عانى منه ،خلال 25 عاما ، في معتقلات انفصاليي البوليساريو فوق التراب الجزائري.

يقدم كتاب "25عاما في معتقلات تندوف” السيرة الذاتية لمؤلفه ، الذي يحكي ، بكثير من المرارة ، ولكن أيضا بكثير من الدقة في استحضار الوقائع – الضروري بالنسبة لوثيقة تاريخية التي ستصبح بكل تأكيد مرجعا – رعب السجن وهمجية السجان . إنه مؤلف مكتوب أيضا ببراعة كاتب وقوة جندي متشبث بشكل عميق بوطنه.

وبين دفتي هذا الكتاب ، الذي يقع في أكثر من 562 صفحة ، يأخذ علي نجاب القارئ في رحلة يسرد خلالها تفاصيل حياة كانت تعد بمستقبل واعد . فبدءا بطفولته وخطواته الأولى في قبيلة آيت وراين ، عند سفوح الأطلس ، حتى انخراطه في سلاح الجو عام 1965 ، وتكويناته في المغرب وفرنسا والولايات المتحدة وإيران ، يروي النقيب نجاب رحلاته وأيامه السعيدة.

فبعد انتقاله للإشتغال بالاقاليم الجنوبية كطيار حرب ، وقائد كتيبة سرب طائرات اف 5 ورئيس المعدات العملياتية في قاعدة العيون ، شكل الطيار ، الذي كان في مهمة استطلاعية ، هدفا لصاروخ للعدو بالقرب من السمارة في 10 شتنبر 1978 ، مما أجبره على القفز من طائرته ، ليقع في أيدي سجانيه .

هذا الحادث الجوي ” شكل نقطة تحول حاسمة في حياتي وفي مسيرتي العسكرية” ، يكتب السيد نجاب ، الذي يريد أن يجعل من كتابه “كتابا لجميع السجناء ” من أمثاله ، ونافذة ل”رفقائه في المعاناة” التي ذاقوها ، والمعاملات اللإنسانية التي تلقوها من جلاديهم ، بما فيها تركهم دون علاج حتى يلقون حتفهم أو بكل بساطة يعدمون رميا بالرصاص .

ويقدم المؤلف الذي ينقسم إلى واحد وعشرين فصلا، أحداثا مهمة منها على الخصوص مأسسة التعذيب داخل سجون البوليساريو بتندوف، وبوفاريك (شمال الجزائر)، واستخدام السجناء في برامج دعائية معادية للمغرب تبث على الراديو أو أمام الصحافة، بالإضافة إلى إجبار السجناء على القيام بالأعمال الشاقة.

وكتب المؤرخ والجامعي جامع بيضا في افتتاحية الكتاب، أن المؤلف اختار “واجب الذاكرة” ، مشيرا إلى أن النقيب علي نجاب عبر عن “امتعاضه ” خاصة حينما يقابل “شبابا يعرفون تاريخ برشلونة وريال مدريد ، لكنهم لا يعرفون شيئا عن نزاع الصحراء ولا عن تاريخ المغرب”.

وفي هذا السياق أبرز السيد بيضا، أن مؤلف “25 عاما في معتقلات تندوف” يندرج في إطار هذا الواجب المتمثل في إخبار الشباب بماضي وطنهم، من خلال سرد تثقيفي وغني بالمعلومات، والذي يتميز كذلك بالكشف عن “جوانب غير معروفة من الحرب في الصحراء “.

من جهته، أشار هوبرت سيلان، محامي بهيئة المحامين في باريس، والذي كتب مقدمة لهذا الكتاب، إلى أن الضابط نجاب يحيل أيضا في مؤلفه إلى مفهوم الحرية، مبرزا أن السجين السابق أثبت لسجانيه “أنه لا يمكن سجن الحرية”.
وأضاف أن “الرجل لم يستسلم (…) وظل فخورا بقوته الداخلية، وفكره السلس والصافي، الذي بتحرره الآن من المعاناة التي تحملها، تمكن من تقديم أسلوب كتابة جميل ومنظم”.

- خبر يهم ملف الصحراء الغربية/ كوركاس-

 
 
 

  
  
جميع الحقوق محفوظة 2006-2024 © المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية