المهـر

لا يتم الاتفاق بشأنه بين عائلتي العروسين لأنه يبقى من شيم الكرم والمروءة والفخر باعتباره مودة وتقدير لا ثمنا يدفع مقابل شراء بضاعة. ويقدم بعد عقد القران في اليوم الذي اتفق عليه ليكون يوم الاحتفال بالزواج. ويوتى به في موكب حاشد ترافقه الأغاني والزغاريد وإيقاع الطبول ولعلعة الرصاص.



وفي ذاك المساء قبل زفاف العروس تقوم "لمعلمة" وهي الصانعة التقليدية وبعض النسوة بتزيين العروس وتشكيل ضفائرها بشتى أنواع الحلي بمختلف الروائح الطيبة المصنوعة محليا ويتضمن مسحوق الأعشاب العطرة كالخميرة وإرسوس، .....بمحامل الطيب المسماة: لحفايظ، وتزين نحرها بالقلائد المشكلة من الأحجار الكريمة والفضة والذهب، كالصرع والكلادة والبغداد وغير ذلك، كما تحلي معصميها بالأساور المسماة الليات والأرساغ وتضع في رجليها الخلاخل الفضية الراقية الصنع العالية الثمن التي أبدع الصانع التقليدي في اتقانها.

وتقام مراسيم الزفاف في بيت الزوجة ثم تزف إلى زوجها محمولة إلى خيمة تؤسس لهذه الغاية على بعد خطوات من الساكنة تسمى خيمة الرك وتعزف لها أغاني جيدة تنطوي على تربية ونصائح ووصايا تعينها على حياتها الجديدة.  ومن أهم تلك الأغاني قولهم في النصيحة



  ڭلب امنادم هوساس                                          فهل الدني هو عينيه
وال ما عس اهل الراس                                     ما يجبر حد اعس عليه


وكانت مدة الزفاف سبعة أيام لا تمكث فيها العروس جنب زوجها إلا بضع ساعات لمعية مجموعة الطبل والمتفرجين ثم تعود من حيث أتت على أن تكرر العملية في الليالي القادمات مت لم تستغل غفلة أصحاب العريس عنها ليلة ما فلا تعود بل تظل مختبئة عند بعض صويحباتها عن أعين رقباء العريس ولا تروح إليه ليلة ما لم يعثر عليها.



وتسمى هذه الليلة: ليلة الترواغ وتنطوي الخالة على نوع من استجلاء شوقه لعروسه ومدى اهتمام أصحابه ويقظتهم حتى لا تفوز عليهم النسوة بتدبير هذه المكيدة. ….ولما تغيرت مدة الزفاف واقتصرت على يوم وليلة أو ليلتين لم يعد لهذه العادة أثر وأصلح الزفاف لا يعدو أن بكون ساهرا لليلة واحدة أو ليلتين لم يعد لهذه العادة أثر وأصبح الزفاف لا يعدو أن يكون حفلا ساهر لليلة واحدة يتناول فيها الجنسان طعام العشاء عند أهل العروس على أن يصلهم ادفوع عصرا وتقضي العروس ليلتها صحبة زوجها آخر المطاف في فندق فاخر وفي اليوم الموالي أو الذي يليه ترتحل …إلى دار الأصهار أو منزلها الخاص لتستأنف حياتها الزوجية الجديدة.


وللتذكير فقد كانت العروس لا ترحل من بيت أبويها حتى تجنب ولدا أو ولدين ويكنى عن ذلك بقولهم: إتعادلْ إشڭوڭها بمعنى تعادل شقيها أي حتى تتمرس على تربية  الأبناء وتحمل أعباءهم وتكتسب  خبرة في ذلك من منشئها قبل أن تغادره.


    
جميع الحقوق محفوظة 2006-2024 © المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية