أهل الصحراء دون استثناء أهل الكرم والجود والمبالغة فيهما إلى حد الرياء والإطراء والمنافسة الشديدة ، ومن بين أهم تجليات كرم الإنسان الصحراوي فرحه بالضيف متى حل بخيمته أو فريكة (حيه) أو قبيلته عموما، ليلا أو نهارا في زمن الشدة أو في زمن الرخاء فعند مقدم الضيف سواء كان ممتطيا فرسه (يعتقد البعض بالخطأ أن المجال الصحراوي هو مجال الإبل فقط والصحيح أن الصحراء عرفت بالخيل والفرسان الأبطال ) أو على راحلة جمله يبادره وبحرارة كبيرة صاحب الخيمة وأبنائه بمنتهى وأحسن عبارات الفرح والسرور من قبيل "يامرحبة يا سهلة " ادخل دونك...عدلولوا منين يكعد...أماعين أناي بلعجلة " ومعنى هذه العبارات تفضل بالدخول إلى الخيمة...وأمر يوجه إلى نساء الخيمة بترتيب مكان جلوس الضيف وراحته...أي مرحبا وسهلا دون اهتمام بمعرفة اسمه أو أصله أو سبب زيارته ، إذ لا يحبذ الصحراويون سؤال الضيف عن هذه التفاصيل حتى يتم التواصل تلقائيا دون ترتيب أو قصد ، ويحرص على معاملة الضيف على نفس الإيقاع من الترحاب دون معرفة اي معلومة اجتماعية حوله.
image source : http://www.moussemdetantan.org
بعد ذلك يأخذ أحد الأبناء زمام المبادرة تلقائيا وثقافيا بشكل ميكانيكي وينزل يحط الراحلة ويذهب بالجمل ليقيده في المرعى ثم يأخذ بخزامة المركوب أي عقاله وما يقاد الجمل التي غالبا ماتكون من الجلود ويربطها على افرب شجرة من خيمة أهله ، وفي المساء يحرص على تفقد أحوال المركوب فإذا كان بعيدا قربه من الخيام وقصر له القيد أو جاء به إلى الخيمة.
image source : http://www.moussemdetantan.org
وإذا كان الضيف عنده فرس يحطون عنها السرج ويعلقون لها علافة إذا كان في زمن غير الخريف ، وتكون العلاقة من الزرع ، فغذا أراد أن يسافر أحضروا له مركوبه بكل فرح وسرور حتى يودعوه. و تجدر الإشارة إلى أن قدوم الضيف يعتبر فرحة كبيرة للأطفال لأنهم سيحصلون على قطع من السكر عندما يؤمرون بإحضار أماعين أناي (أدواته).