يصاحب الزواج في المجتمع الصحراوي العديد من الطقوس والعادات الناذرة التي تظل حكرا على سكان الصحراء المغربية، من بين هذه العادات طقوس"الحوصة". و هي عادة تؤشر إلى العديد من المعاني أهمها حرص الزوج على حماية زوجته وحبه لها.
وعاد ة "الحوصة" تعتبر أهم طقوس الزواج الأساسية حيث يتقاضى إيگَّاوَنْ ( مهنيي الموسيقى خاصة الشعراء والمغنيين وكذا شخوص الفرقة والمنشطين الفنيين المرافقين لهم ) مبالغ مالية يتم جمعها عن طريق "لَعْلاَگَة"، وكذلك "لْحَوْصَ"، أو "الطْلِيسَة"، وهي قدر مالي معين يؤديه العريس كفدية لاسترجاع حِلي عروسه المحتجزة كتعبير منه عن حبه الكبير لها.
وتتولّى أخذ (لْحَوْصَ) " لمْعَلْمَة" التي تحرص على الرقص بالنقود وعدها أمام الحاضرين مرددة "رَاهِ لَعْرُوسْ أنْطَلْسَتْ"، أي فك أسرها المجازي المتمثل في حجز حليها أو بعض أغراضها.
image source : http://www.moussemdetantan.org
ويرافق هذا الإعلان المباشر علمه بتسلمها للفدية من العريس الزغاريد وعبارات الشكر والتّمجيد، وقد تتجاوز هذه العملية العروس لتشمل فتيات أو نساء أخريات من الحاضرات تذيع (الوصيفة/ لمعلمة) أن لهن بالمحفل حبيب وزوج مستقبلي.
وعندما يقع الاختيار على إحداهن، تجرد من إحدى حِليها ليتم الإشهار بها علانية بالقول "هَذِي حَوْصَة فْلاَنَة مَنْتْ فْلاَنْ". وبعد أن تسلم فديتها ، يتمُّ ترديد "شَايْلَة رَاسْ النْعَامَة".
وتطلق عبارة "شَايْلَة رَاسْ النْعَامَة" في الأصل على من نالت إعجاب الحاضرين خلال محفل شعبي يسمَّى "ألبرزة" وسجلت نقطا متقدمة في الجمال وإعجاب الحاضرين ذكورا وإناثا. .
image source:http://toratagadir.blogspot.com
وتجدر الإشارة إلى أن " الحوصة" لا تتم إلا في العرس على اعتبار أنها لما تكون العروسة جالسة وسط الحضور تأخذ امرأة مرافقة لها شيئا من صداقها يكون عبارة عن خاتم أو دملج وحين يدخل العريس تقول "هذي حوصة العروس يا الرجالة"، وتقصد بذلك أن العروس رهينة عندها وينبغي على العريس دفع فدية حتى تفرج عنها.
وتواصل " المعلمة " الرقص والغناء وترديد العبارة إلى أن يقدم العريس المبلغ المالي إلى "وزيره" أو مرافقه، الذي يكون الوسيط بينه وبين المرأة، التي تردد عبارة "هذي حوصة العروس انطلست"، أي تم دفع فدية لتستردها.